الربيع العربي ارتكاسة للوراء
يبدو للإنسان العربي الذي كان متعطشا لمرحلة بل مراحل انتقالية في بيئة
المجتمع المدني الذي يعيشه بعد أن خيمت على نفسه سلطات أجثمت طويلا على حياته، يقول
اليوم ماذا حقق لنا الربيع العربي الذي شهدناه منذ العام 2011.
مع وجود خطوات تقدمية في التغيير، نجد تراجع خطوات للوراء، سواء سياسيا
أو اقتصادية وكذلك اجتماعيا، بخلاف تزايد اعداد الباحثين عن عمل في دول الربيع العربي؛
تونس ومصر وليبيا واليمن، وسوريا.
إذن، ما نطرحه من تساؤل ما أهمية ما جرى في وطننا العربي من ثورات وتغيير
لأنظمة حاكمة؟. إذا كانت لم تحقق الثورات الشعبية للإنسان العربي ما كان يريد تحقيقها.
هل كان الخطأ من الثورة لأنها جاءت بعفوية من أناس بسطاء أرادوا التغيير، وساروا كما يقول المثل " حشر مع الناس عيد".
رأينا أطفال يمسكون لا فتات قد يعرفون قراءاتها، لكن لا يدركون معناها
الكبير وما خلفها ومن يقف وراءها، وهل هي لمجرد صورة للكاميرا والعرض في وكالات الأنباء
والصحف، لتحقق مطالب الثورة، ورأينا مع كل فيديو صراخ الثوار "الله أكبر"،
بينما قرأنا عن ثورة النكاح والزواج للثوار ودعوة النساء للذهاب للبلد هذا أو ذاك لتحقيق
الرغبات الجنسية للثوار، وكأنهم يفتقدون للمتعة والحياة الجنسية، التي كانت لا شك تشكل
حجر أساس في حياتهم.
كيف لنا أن نصدق هكذا ثوار وثورة ممن يدعيها، وكيف ستنجح الثورة وهي بلا
قيادة وكاريزما وأجندة عمل واضحة، بل كيف لها أن تنجح والبلاد تغوص في فساد وقتل وتدمير
.
الصورة الآن تعود إلى الوراء، مرة اخرى لما قبل الربيع العربي، ويبدو أننا
أفضل أن نكون في أمن وأمان واستقرار بعيدا عن ثورات لأناس لهم أجندات خاصة بعيدا عن
طموحات الشعوب الفقيرة.
لنعد لادراجنا ونلتزم في
صفوف القيادات التي رغم دكتاتوريتها وفسادها تبقى أفضل لشعوبنا المغيبة عن الديمقراطية
أو بمعنى لا تعرف ما معنى الديمقراطية، التي يحتاج لها أولا أن تدرس لسنوات حتى نعي
كشعوب عالم ثالث ما معنى الديمقراطي