الثلاثاء، 8 يونيو 2010

نهر القضاء العماني ..!

بجانب جريان مياهها ووديانها وأفلاجها، سيجري عما قريب نهر آخر في ولاية نزوى التاريخية ، ليكون مركز اشعاع فكري ومنارة علمية ترفد العدالة العمانية بكوادر وموارد بشرية تنهل من بيت العلم والأدب.
هكذا أراد له جلالة السلطان المعظم - حفظه الله ورعاه- حينما امر بإنشاء المعهد العالي للقضاء، ليتمتع بالشخصية الاعتبارية، ويكون مقره مدينة نزوى العظيمة كعظمة هذا البلد العريق.
مرسوم سلطاني يحمل الكثير من الدلالات للسلطة القضائية لعمان العزة والإباء. هذه المؤسسة التعليمية سوف تخرج أفواجا من حاملي شعلة العدالة والنزاهة ، ليكون عبرهم سارية من سواري صروح النهضة العمانية المباركة. في ظل نظام الدراسة وبرامج التدريب التي سوف تشملها مناهجه التعليمية.
إن هذا الصرح العلمي "يلتقي ورؤية جلالته للقضاء العماني الذي يستقي من المنبع الإسلامي أحكامه ويتفاعل مع إفرازات العصر وسنن التطور والتي كان للقضاء العماني اجتهاداته المقدرة فيها" حسب تصريح سعادة الشيخ وكيل وزارة العدل. وسوف يغطي معهد القضاء حاجة المحاكم بالكفاءات المؤهلة علميا وعمليا، مستفيدة مما توفر من تجارب مماثلة في الدول الشقيقة والصديقة مع الحرص على جعل المعهد العالي للقضاء يدفع بالتجارب المتحققة للأمام دون اضطرار لتكرارها.
هذه الكلمات هي ترجمة للأمر السامي لجلالته لبناء قاعدة تعليمية تؤسس لنظام قضائي عماني تكون دعائمه بناء دولة المؤسسات، ولبسط دور السلطة القضائية بجانب السلطات الأخرى التنفيذية والتشريعية.
خاصة وأن المعهد "سيمنح خريجيه دبلوم الدراسات العليا في العلوم القضائية، حيث يستهدف تأهيل وتدريب القضاة المساعدين التابعين لمنظومة السلك القضائي بشقيه العدلي والإداري وكذلك معاونو الادعاء العام، خاصة وأن الدبلوم الممنوح من المعهد يمثل شرطا أساسيا لتعيين القضاة ومن في حكمهم من الادعاء العام".
وفي إطار معايشة السلطنة للأوضاع الاقتصادية وما يعرف بالعولمة والعلاقات التجارية، فإن الملتحق بالمعهد سيتلقى دروسا في قانون التجارة بما في ذلك التجارة الدولية والتحكيم التجاري، بالاضافة الى المالية العامة والتشريع الضريبي وقانون الجزاء وقانون الاجراءات الجزائية والقانون الاداري وقانون الأحوال الشخصية، بما في ذلك المواريث والوصايا وقانون العمل والقانون الدولي وحقوق الانسان.
ويتضمن المنهج دروسا في الفقه الجنائي كتحديد الأروش وتقدير الديات. وسيدرس الملتحق بالمعهد أيضا أسس صياغة الأحكام والقرارات القضائية ودلالات الألفاظ في اصول الفقه. كما سيلم الملتحق بالمعهد بأمور التحقيق الجنائي والطب الشرعي الى جانب قيم وتقاليد القضاء.
إن مدينة العلم والتاريخ تعيش اليوم في أبهى صور البناء والتنمية في ظل عهد النهضة المباركة، وأن نظام القضاء والعدل يسيران جنبا إلى جنب مع فكر وعدالة مؤسس عمان الحديثة. إن هذه الأرض يعمها الخير وتتفجر فيها أنهار الخير فكرا، خاصة وان جلالته رئيس المجلس الأعلى للقضاء ، ليتبوأ القضاء بذلك أعلى ذرى الفخر والتمكين. لهذا فإن الأمر معقود على المعهد ليقوم بدور بارز في خدمة القضاء والعدالة في بيئة يصونها فكر سلطان حكيم.

الأربعاء، 2 يونيو 2010

نادي السويق ، للانجاز عوامل..!

قد تكون هذه السطور قليلة على شخص في مكانة وكرم صاحب السمو السيد فاتك بن فهر آل سعيد رئيس نادي السويق الذي يولي جل اهتمامه ورعايته لنادي السويق، فالانجازات باتت تتحدث عن الجهد المبذول من قبل سموه للارتقاء بالعمل الرياضي في اطار ولاية السويق متمثلا في النادي الذي اصبح يغاير ما سار عليه غيره من الاندية.
نادي السويق بقيادة سمو السيد فاتك ، يسير على خطى واثقة فبعد ان حقق اول لقب للكأس الغالية، نال هذا الموسم لقب الدوري العام – دوري عمان موبايل – لاول مرة في تاريخه، بعد أول موسم صعود له، ليخالف النظيرة السابقة " الصاعد هابط" ، وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على قيادة واعية في النادي بقيادة سمو السيد فاتك، وهي ادركت عبر بعد نظر كيف تخالف التوقعات، وتعيد ترتيب الأوراق، عبر سلسلة من التعاقدات مع نجوم الاندية المحلية قبل الخارجية.
ولا شك فإن تاريخ وعلاقة سمو السيد فاتك مع نادي السويق ضارب في القدم، فكم كانت تلك الايام الجميلة التي تتسرب فيها اخبار عن نادي السويق وهو يهم للتعاقد مع التيمومي وغيرها من النجوم البارزين للعب في السلطنة مع نادي السويق، وكم كانت تلك الجماهير الغفيرة التي تتوافد فرادى وجماعات على مدرجات النادي باهازيجها وطبولها لمؤازرة النادي وفريق كرة القدم على وجه الخصوص. فقد كانت تلك الايام ذات صولات وجولات لنادي السويق، نظير المتابعة المستمرة من قبل سمو السيد فاتك.
فهذا الرجل لم يبخل بمئات الآلاف من الريالات من جيبه الخاص على دعم النادي، فأصبح رائدا بين مشجعي ومحبي النادي، فكان يجلس مع اللاعبين الاحتياط، ليكون قريبا منهم، فقلما تجد هكذا شخصية في بلدان الخليج، بخلاف سمو السيد شهاب بن طارق رئيس مجلس ادارة نادي السيب وزمان كان سمو السيد طلال بن طارق آل سعيد.
إن الحديث عن سمو السيد فاتك، يطول كثيرا، ولكن بلا شك فإن نظرة سموه كبيرة للمستقبل، خاصة وان المرحلة القادمة تتطلب تكثيفا في الإعداد والتعامل مع لقب بطل الكأس ولقب الدوري. في ظل مرحلة المشاركات الخارجية، كما أن إدارة سموه تعي معنى المشاركة الخارجية، وماذا تتطلب من حرص على تشريف اسم سلطنة عمان في المحافل الخليجية والاسيوية.
إن جذب رموز الكرة العمانية والعربية والدولية، يتطلب ان تدرس للاهمية التي تنتظر السويق في قادم الأيام. ونتمنى ان عملية استقطابات النجوم لتضيف جديدا للسويق كما أضاف التيمومي وغيره للدوري في المواسم الماضية للزمن الجميل.
ورغم الجهد من قبل سموه، إلا ان هناك عتابا لمشايخ السويق وكبار المسؤولين فيه والجماهير ، فيا ترى ماذا قدموا للنادي من تبرعات وهبات لتكريم اللاعبين، أليس هذا النادي ناديهم ومنهم وفيهم. ألا يحتاج لدعمهم ووقوفهم معه.
وكلمة أخيرة .. كلما مررت على الشارع العام ، ورأيت تلك اللوحة التي تشير لمقر نادي السويق، تدمع عيوني، لأنها لا تمثل فريقا بمقام نادي السويق الكبير. بطل الكأس والدوري، الأمر الذي يشير إلى وجود عدم تعاون فيما بين الإدارة وجماهير النادي. فيا أهالي السويق، تعاضدوا وتعاونوا من اجل فريقكم الكبير في ظل اهتمام ورعاية صاحب السمو السيد فاتك بن فهر.

مجمعات المحاكم في سلطنة عمان.. !

حينما انظر لتلك المنجزات التي تنفذها وزارة العدل والمتمثلة في مجمعات المحاكم في عدد من مناطق ومحافظات السلطنة ، يتأكد لنا بأن حكومة جلالته ترسخ دور القضاء والتحاكم فيما بين الناس.
وبلا شك ان هذه المجمعات تعد من المشروعات الاساسية لإكمال البنية التحتية للسلطة القضائية وسوف تستقبل المراجعين والمتقاضين بما يتناسب وسرعة الإنجاز في المعاملات والتسهيل في الإجراءات مع هذه الطفرة الحديثة في مسيرة العدل والقضاء في السلطنة.
ولا شك فإن وجود مجمعات للمحاكم يشكل أمرا مهما في ظل اكمال دولة المؤسسات في السلطنة ، وهو ما يستدعي وجود مؤسسات للسلطة القضائية تسهم في ارساء العدل وانجاز التحاكم فيما بين المؤسسات أو الافراد كل حسب اختصاصه.
لقد كانت لحظات مشؤومة تلك الصورة التي وجدتها في تلك المحكمة ، حيث ان المقر مؤجر ولا ينم عن تطور حضاري وتنموي لبلاد اسمها سلطنة عمان ، حتى ان المسؤول عن تلك المحكمة اوقفني عن تصوير المكان من الخارج كونه لا يعبر عن محكمة عمانية او مقرها.
كانت الغرفة التي ينطق بها الحكم لا تتسع لاكثر من عشرة افراد ، مع وجود قفص لحبس المتهم فيه، كانت تلك الصورة تتسع في مخيلتي وانا اشاهد الآن وضع حجر الاساسات لمباني مجمعات المحاكم العمانية في عديد المناطق والولايات، الامر الذي سينشر ثقافة التحاكم بين افراد المجتمع.
ان ما تحقق على هذه الارض الطيبة، لهو امر يتطلب معه انشاء هذه المحاكم ومجمعاتها حتى تتسع لممارسة السلطة القضائية دورها الفاعل في المجتمع العماني.
إن ما يسعى إليه معالي الشيخ وزير العدل نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء من خلال اكمال البنية التحتية للقضاء ارساء دعائم السلطة القضائية في البلاد وفق التوجيهات السامية لجلالة سلطان البلاد - حفظه الله ورعاه-.
فاليوم تتسارع عمليات البناء لتلك المحاكم ، وبعضها اكتمل بناؤه ، ليكون احتفاؤنا بالعيد الوطني ، هو احتفاء بالسلطة القضائية وما وصلت إليه بلادنا من تقدم وتطور في كافة الصعد.
إن ما يأمله المواطن والمقيم على هذه الأرض المباركة، ان تتسارع عملية التحاكم، من خلال وجود البنية التحتية لمجعات المحاكم العمانية، حتى يتم انجاز المعاملات في اسرع وقت دون تأخير، لأشهر او سنوات، كما نرى في بعض الأفلام والمسلسلات العربية. لان انجاز قضايا التحاكم هي دليل على رقي البلاد وسلطتها القضائية. خاصة في وقت والسلطنة تدخل عمرها الاربعين حيث النضوج ، والبناء الاقتصادي المتكامل ، واتضاح الرؤية لمقومات الدولة العصرية.

أسطول الحرية والبنت الإسرائيلية..!!

كنت قد جلست لتوي على ذلك الكرسي في جزيرة كوه سوموي التايلندية، التي أحب زيارتها لأسباب عدة ؛ منها خلوها من غوغائية العرب ؛ الذين ما ان يحلوا في أي البقعة ؛ لتكون بعدها في حالة فوضى إلا من رحم ربي .
بينما كوه سوموي تلك الجزيرة الهادئة على ذلك الشاطئ ؛ تستقطب سياحا من مختلف العالم ؛ بينهم اسرائيليون ؛ وهم كثر في الحقيقة.
كنتل توي داخلا لذلك المحل الذي يقوم بعمل جلسات التدليك " المساج" للارجل فقط ؛ وما ان جلست حتى ؛ إذا بتلك البنت الجميلة تجلس بقربي ؛ أي في الكرسي الذي بجانبي ؛ وفرحت كأي عربي ؛ أو بخاصة خليجي ان تجلس بقربه إمرأة سواء في الطائرة أو في المقهى . ليبدأ معها حديثا شيقا ؛ ولكنني ليس بخلاف عنهم ؛ ولكن حديثي مع تلك البنت ؛ كان حديثا مختلفا ؛ بداية عرفت إنها اسرائيلية ؛ ولكن ما فاجئني انها تتحدث لغة عربية قريبة جدا من اللهجة الفلسطينية ؛ فسالتها أنت عربية ، فقالت من اسرائيل ؛ بداية تراجعت ؛ ولكن قلت لماذا لنبدأ حديثا ؛ وديا ؛ رغم ان الود معدوم بيننا؛ أي بين العرب وإسرائيل ؛ فقلت لها كيف لك أتقان اللغة العربية وبالاخص اللهجة الفلسطينية ؛ فقالت اننا لزاما علينا ان نتعلمها لمواجهة الفلسطينيين؛ خاصة اننا في حالةاللا سلم معهم . وقالت انها وشعبها لا يريد الحرب ويودون السلام مع العرب عامة ؛ وان الخوف يتملكهم كل لحظة. عموما دار حوار عادي بيننا ؛ لنفترق بعد انتهاء المساج.
تذكرت هذه البنت وأنا أتابع باهتمام بالغ ؛ ما حدث لاسطول الحرية وهي السفن الست التي كانت تبحر لقطاع غزة بهدف توصيل مساعدات انسانية للفلسطينيين ؛ بعدما فرضت عليهم اسرائيل قيد الانغلاق والحرية للعالم .
وكالعادة ليس بيدنا نحن العرب واليوم معنا تركيا سوى التنديد والشجب بالقرصنة الأسرئيلية. أما الرئيس اوباما خادم البيت الأبيض وليس سيده كما يلقبه البعض، فالسيد يأمر ولا يؤتمر، فاراد تبريرا سريعا للعملية الاسرائيلية ؛ أما مجلس الأمن فاختلف في استصدار قراره . أما جامعة الدول العربية وعبر أمينها العام عمرو موسى ؛ فقد كانت الدعوة لانعقاد جلسة طارئة ؛ بينما قالت قطر؛ صديقة اسرائيل إنها طلبت قمة عربية ؛ أما مجلس التعاون كعادته استنكر وشجب.
وقبل سنوات كنا نشاهد ولو عدم فائدة منها ؛ خروج مسيرات في الشارع العربي ؛ لاستنكار الهمجية الاسرائيلية ؛ ولكن اليوم غابت تلك المسيرات ؛ واختفت الشعوب العربية ؛ لأنها غيبت ؛ بسبب البحث عن فرصة عمل لابنائها ؛ أو علاج أو وظيفة .
العقول العربية غابت بل غيبت ؛ بسبب أو لاخر .
أما الفلسطينيون وخاصة قبيلة غزة فانهم رموا الكرة في مرمى العالم من أجل التحرك لانهاء الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة الذي ما كان ان يتم لو تكاتف الفلسطينيون كالبنيان المرصوص ؛ في قضيتهم ؛ في ظل غياب العالم عنهم . ولكن ماذا سيصنع العالم للخلاف الفلسطيني ؛ أليس هو أمر مستغرب . فقد باتت المسألة تنافس على كراسي بقدر ما هو تنافس لايجاد حل للقضية الأهم ألا وهي القضية الفلسطينية .
ولو ان إسرائيل وجدت قوة اسرائيلية في مواجهتها لما قامت بكل هذه الأعمال ؛ ولكن ضعف البيت الفلسطيني هو ما جعل العالم لا يحترم قضية فلسطين .
ولكن اليوم ؛ العالم يتعاطف مع اسطول الحرية ؛ وليس مع غزة أو شعب فلسطين ؛ أما تركيا فهي حالة جديدة علينا دراستها ؛ هل هي مع العرب أم مع اسرائيل ؛ وهل هي تستمسك بالعصا من نصفها للمواءمة بين العرب وإسرائيل ؛ من أجل تحقيق أغراض خاصة لمصالح تركيا. وإعادة زمن العثمانيين.
أما مصر ام الدنيا ؛ فانها أخيرا سمحت بفتح معبر رفح ؛ لتقديم خدماته الانسانية ؛ لوقت غير محدد .
ولكن بريطانيا بطلة " اتفاقية وعد بلفور" فلم نسمع لها صوت في هكذا أمر . كونها مغرقة في فضيحة وزير ماليتها .
فهل هذه الأزمة ستكون بادرة لفتح قطاع غزة المحاصر، فالصحافة الاسرائيلية رمت الكرة في ملعب القيادة التي اكدت فشلها مرة تلو الأخرى في كسب العالم، والرهان على قوة اسرائيلية العسكرية والإعلامية. وأن هذه الأزمة جعلت العالم يطالب بفتح غزة من الحصار غير القانوني والوحشي الذي تمارسه اسرائيل على الفلسطينيين.