كنت قد جلست لتوي على ذلك الكرسي في جزيرة كوه سوموي التايلندية، التي أحب زيارتها لأسباب عدة ؛ منها خلوها من غوغائية العرب ؛ الذين ما ان يحلوا في أي البقعة ؛ لتكون بعدها في حالة فوضى إلا من رحم ربي .
بينما كوه سوموي تلك الجزيرة الهادئة على ذلك الشاطئ ؛ تستقطب سياحا من مختلف العالم ؛ بينهم اسرائيليون ؛ وهم كثر في الحقيقة.
كنتل توي داخلا لذلك المحل الذي يقوم بعمل جلسات التدليك " المساج" للارجل فقط ؛ وما ان جلست حتى ؛ إذا بتلك البنت الجميلة تجلس بقربي ؛ أي في الكرسي الذي بجانبي ؛ وفرحت كأي عربي ؛ أو بخاصة خليجي ان تجلس بقربه إمرأة سواء في الطائرة أو في المقهى . ليبدأ معها حديثا شيقا ؛ ولكنني ليس بخلاف عنهم ؛ ولكن حديثي مع تلك البنت ؛ كان حديثا مختلفا ؛ بداية عرفت إنها اسرائيلية ؛ ولكن ما فاجئني انها تتحدث لغة عربية قريبة جدا من اللهجة الفلسطينية ؛ فسالتها أنت عربية ، فقالت من اسرائيل ؛ بداية تراجعت ؛ ولكن قلت لماذا لنبدأ حديثا ؛ وديا ؛ رغم ان الود معدوم بيننا؛ أي بين العرب وإسرائيل ؛ فقلت لها كيف لك أتقان اللغة العربية وبالاخص اللهجة الفلسطينية ؛ فقالت اننا لزاما علينا ان نتعلمها لمواجهة الفلسطينيين؛ خاصة اننا في حالةاللا سلم معهم . وقالت انها وشعبها لا يريد الحرب ويودون السلام مع العرب عامة ؛ وان الخوف يتملكهم كل لحظة. عموما دار حوار عادي بيننا ؛ لنفترق بعد انتهاء المساج.
تذكرت هذه البنت وأنا أتابع باهتمام بالغ ؛ ما حدث لاسطول الحرية وهي السفن الست التي كانت تبحر لقطاع غزة بهدف توصيل مساعدات انسانية للفلسطينيين ؛ بعدما فرضت عليهم اسرائيل قيد الانغلاق والحرية للعالم .
وكالعادة ليس بيدنا نحن العرب واليوم معنا تركيا سوى التنديد والشجب بالقرصنة الأسرئيلية. أما الرئيس اوباما خادم البيت الأبيض وليس سيده كما يلقبه البعض، فالسيد يأمر ولا يؤتمر، فاراد تبريرا سريعا للعملية الاسرائيلية ؛ أما مجلس الأمن فاختلف في استصدار قراره . أما جامعة الدول العربية وعبر أمينها العام عمرو موسى ؛ فقد كانت الدعوة لانعقاد جلسة طارئة ؛ بينما قالت قطر؛ صديقة اسرائيل إنها طلبت قمة عربية ؛ أما مجلس التعاون كعادته استنكر وشجب.
وقبل سنوات كنا نشاهد ولو عدم فائدة منها ؛ خروج مسيرات في الشارع العربي ؛ لاستنكار الهمجية الاسرائيلية ؛ ولكن اليوم غابت تلك المسيرات ؛ واختفت الشعوب العربية ؛ لأنها غيبت ؛ بسبب البحث عن فرصة عمل لابنائها ؛ أو علاج أو وظيفة .
العقول العربية غابت بل غيبت ؛ بسبب أو لاخر .
أما الفلسطينيون وخاصة قبيلة غزة فانهم رموا الكرة في مرمى العالم من أجل التحرك لانهاء الحصار الاسرائيلي لقطاع غزة الذي ما كان ان يتم لو تكاتف الفلسطينيون كالبنيان المرصوص ؛ في قضيتهم ؛ في ظل غياب العالم عنهم . ولكن ماذا سيصنع العالم للخلاف الفلسطيني ؛ أليس هو أمر مستغرب . فقد باتت المسألة تنافس على كراسي بقدر ما هو تنافس لايجاد حل للقضية الأهم ألا وهي القضية الفلسطينية .
ولو ان إسرائيل وجدت قوة اسرائيلية في مواجهتها لما قامت بكل هذه الأعمال ؛ ولكن ضعف البيت الفلسطيني هو ما جعل العالم لا يحترم قضية فلسطين .
ولكن اليوم ؛ العالم يتعاطف مع اسطول الحرية ؛ وليس مع غزة أو شعب فلسطين ؛ أما تركيا فهي حالة جديدة علينا دراستها ؛ هل هي مع العرب أم مع اسرائيل ؛ وهل هي تستمسك بالعصا من نصفها للمواءمة بين العرب وإسرائيل ؛ من أجل تحقيق أغراض خاصة لمصالح تركيا. وإعادة زمن العثمانيين.
أما مصر ام الدنيا ؛ فانها أخيرا سمحت بفتح معبر رفح ؛ لتقديم خدماته الانسانية ؛ لوقت غير محدد .
ولكن بريطانيا بطلة " اتفاقية وعد بلفور" فلم نسمع لها صوت في هكذا أمر . كونها مغرقة في فضيحة وزير ماليتها .
فهل هذه الأزمة ستكون بادرة لفتح قطاع غزة المحاصر، فالصحافة الاسرائيلية رمت الكرة في ملعب القيادة التي اكدت فشلها مرة تلو الأخرى في كسب العالم، والرهان على قوة اسرائيلية العسكرية والإعلامية. وأن هذه الأزمة جعلت العالم يطالب بفتح غزة من الحصار غير القانوني والوحشي الذي تمارسه اسرائيل على الفلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق