العنوان السؤال وجهه إلي ابني خريج هذا العام من جامعة السلطان قابوس؛ قسم السياحة. متسائلا وهو يبدأ رحلة البحث عن وظيفة في مشوار العمل والميدان الحقيقي للإنسان.
وفي الحقيقة أكدت عليه أنه في بلدان العالم النامي ؛ نعم الخريج يحتاج لدعم من أصحاب النفوذ أو ممن هم " يمونون " عليك ؛ أي لك قدر عندهم .
هكذا هو حال كل باحث عن عمل في حالنا اليوم ؛ وإلا عليه الانتظار والتقدم مع آلاف من الباحثين عن عمل لوظيفة قد يكون المطلوب واحدا أو اثنين ؛ بينما المتقدمون لها ؛ ألفان أو أكثر . فأي حظ وأي أمل وأي فرصة وظيفية سيحصل عليها ؛ ان لم تكن الوظيفة محجوزة قبل الاعلان عنها أو تم التعيين من أبناء " المسؤولين " و" المشايخ" عليها ؛ وان الاعلان عنها فقط مجرد ترضية للخدمة المدنية .
وقد سبق وطرحنا عبر هذه الزاوية صعوبة الحصول على الفرص الوظيفية ؛ وان على حكومة السلطنة مواجهة هذه الازمة في ظل تزايد أعداد المخرجات التعليمية.
بصراحة، الله يكون في عون كل اب يتخرج ابنه أو ابنته من كلية أو جامعة وتراه باحثا عن فرصة وظيفية سواء في " الحكومي " أو " الخاص". ولكن صعوبة ايجاد تلك الفرصة هي الاشكالية الكبرى ؛ أمام الباحثين عن عمل . فرغم ان شباب اليوم يبحثون عن فرص في القطاع الخاص أكثر منه في القطاع العام ؛ إلا ان القطاع الخاص سرعان ما يتشبع ؛ حتى أصبح يعاني مع أي أزمة تهز العالم ؛ ولكن لا ضير أمام الشباب من الدخول عبر بوابته .
فكم نادينا بأهمية فتح الاستثمار حسب متطلبات التنمية العمانية ؛ وبخاصة في القطاع الواعد ؛ ألا وهو القطاع السياحي ؛ الذي بإمكانه استيعاب عديد المخرجات سواء من الاعدادية أو الشهادة العامة ؛ او الكليات والجامعات. إلا ان نداءات المواطنين تؤخذ على انها مغالاة في الطرح ؛ أو ان البلاد لا تزال في بداية عهد التنمية؛ وانه لا يجب التسرع في جعل أبوابنا مشرعة أمام الاستثمار السياحي أو حتى غيره .
ولكن هذه النتيجة التي نجدها اليوم أمامنا شاهدة عيان ؛ والتي تتمثل في تزايد اعداد الخريجين والخريجات مع قلة في عدد المعروض من الفرص الوظيفية.
فأي خطط ؛ وأي نظرة مستقبلية هدفها الانسان ؛ تلك التي نتحدث عنها؛ إذا كان هكذا عدد خريجينا اليوم وهم لا يجدون فرصة وظيفية لهم ؛ فمال الخريجين في قادم السنين ؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق