الأربعاء، 12 مايو 2010

خادم الحرمين والسيدة موزة المسند ..!


للتو فرغت وعبر موقع الكتروني من قراءة الزيارة التي قامت بها الشيخة موزة المسند حرم حاكم قطر ، إلى المملكة العربية السعودية كضيفة على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز .
لم استغرب الزيارة لعدة أشياء، بداية للمواقف النبيلة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين والجهود من أجل إيجاد حراك وتوجه جديد في المملكة السعودية التي عُرف عنها أنها مقيدة بتعاليم الدين الاسلامي الحنيف وبالعادات البالية التي عفا عليه الدهر وشرب.
وثانيا؛ للدور الذي يسعى الملك عبدالله القيام به لتغيير صورة بلاده على وجه العموم، والمرأة السعودية على وجه الخصوص، لكن كل ذلك قد يأخذ وقتا في ظل تشدد كبير وغير مبرر. خاصة من قبل أفراد يتخذون من الدين ستارا لممارسة تخلفهم. ولكن أيضا جهود الملك تنتظر أن تسير في طريق أكثر سرعة لتغيير الصورة.
وما دعوة سيدة قطر الأولى الشيخة موزة المسند لزيارة السعودية إلا جزء خطة خادم الحرمين لتعريف مجتمع بلاده بدور هذه السيدة التي تعمل من أجل بناء وطنها وفق عالم القرن الحادي والعشرين.
جهود الشيخة موزة المسند أتابعها شخصيا بشغف كبير وأحرص على تتبع أخبارها بين الفينة والأخرى، وأراقب زياراتها مع الشيخ حمد بن خليفة – حفظه الله- لعواصم العالم وهي بكامل أناقتها، لتعبر وتنقل صورة للعالم الأخر عن المرأة الخليجية التي حققت الكثير من النجاحات حديثا وهي نتاج تتابع لجهود سابقة قامت بها أمهات الخليج في القرون الماضية، رغم صعوبة العيش على ارض صحراوية، امامها بحر ممتد، وخلفها جبال ورمال جرداء.
نقلت الشيخة موزة للمرأة السعودية التقدم الذي أحرزته المرأة القطرية خصوصا والخليجية عامة، وهو دور يجب ان تنهض به المرأة السعودية لبناء مجتمعها وان تغير الصورة النمطية التي يفرضها عليها الأب والأخ، بينما هو يلعب على هواه في شوارع لندن، وعلى شواطئ تايلند، وفي شارع الشانزليزيه، وفي حديقة الهايد بارك او ايجور رود، او في ملاهي وبارات الفنادق في الخليج.
الشيخة موزة اصبحت اليوم نجمة تضع المرأة السعودية أو بالاحرى الشابة السعودية صورتها على جدران غرفتها لتكون قدوة لمرحلة جديدة تنتظرها المرأة السعودية في القريب العاجل.
وقبل سنوات لا تتعدى الثلاث، سمعت اطراء من السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء العماني، عن الجهود التي تقوم بها الشيخة موزة المسند - بعد أيام من زيارة قام بها للدوحة-، تلك الجهود كانت قادرة على إحداث نقلة نوعية في قطر. خاصة في مجال التعليم كونه بوابة الانتقال للتنمية الحقيقة للبلدان النامية.
قطر التي كنا ونحن في سنوات الدراسة الأولى ندرس المنهاج القطري، ولا نزال نتذكر تلك الأناشيد نونو وعوعو. قطر اليوم تقود نقلة كبرى في كثير من القطاعات سواء الرياضية او السياسية أو حتى التعليمية، فكلما زرت قطر انبهر بها في تقدمها العمراني والتنموي.
اليوم شيخة قطر الأولى، نموذجا للمرأة الخليجية التي تنشد التقدم لبلادها، وشقيقاتها في دول الخليج، بينما تقف هناك عراقيل في وجه المرأة السعودية بسبب تخلف قلة من فئة الشعب السعودي، الذي يريد للمرأة أن تظل خلفه، رغم أن راعي الغنم يجعل من ماشيته أمامه وليس خلفه، إذا ما شبهنا الوضع، بهكذا تشبيه، ولا أدري هل هذا خوف من ان تسبقه المرأة وتحقق النجاحات عنه.
ورغم أنني اعارض بعض التصرفات للمرأة السعودية خاصة والخليجية عامة، في اثناء السفر للخارج، حيث يتم نزع العباءة منذ أول وهلة تضع فيها قدمها على الطائرة، ليظهر خفايا القمصان القصيرة والتنانير التي طولها اقصر من الركبة، بينما تلك " الصدور - النهود" تود لو تقفز من تحت ذلك القميص.
فهل هذه هي الصورة التي تريد المرأة السعودية أو الخليجية أن تظهر بها، في مجتمعاتها بينما تتصرف في الخارج اكثر مما يتصرف فيه ابناء ذلك البلد الأجنبي.
لعل زيارة الشيخة موزة لمقام خادم الحرمين الشريفين، تغير ما تنتظر المرأة السعودية له ان يتغير. تبدأ من قيادة السيارة كما هو حال كافة النساء في العالم، وتود أن تمارس حريتها حسب ما شرع لها الدين الإسلامي الحنيف. ولعل افتتاح جامعة التكنولوجيا المختلطة في السعودية بداية الطريق نحو التغيير، ولكن لتكن التغييرات رويدا رويدا. لان ما تركه العقل السابق أكبر من أن يتغير بين يوم وليلة.
لكن نظرة خادم الحرمين الشريفين، تنم عن بُعد نظر عظيمة، وأن المرأة السعودية تنتظر على يديه تغيرات كبيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق