كان يوم جمعه، لكنه كان على غير الايام الماضية من أيام الجمع التي اعتدت عليها. فقد صمتت المساجد عن صوتها المدوي سواء في خطبة الجمعة او صوت الامام وهو يصلي بالناس.
لقد اختفت تلك الاصوات من بعض او كثير المساجد التي طبقت " امر القرار" لتكون مساجدنا صماء، فقط صورة مسجد واناس يصلون في الداخل والخارج. كان الناس مزدحمون، في مسجد السيدة الجليلة ميزون في منطقة الخوض. فكل من صلى في تلك الجمعة في الخارج وكأنه لم يصل، لانه لم يكن يسمع صوت الخطيب وهو يخطب أو الامام وهو يؤم المصلين. فلا ندري ان كانت صلاتنا قُبلت بهكذا امر ام لا، لاننا كنا نركع ونسجد هكذا دون صوت امام، حتى في نهاية الصلاة كل منا سلم بمفرده.
فأية صلاة تلك، لم نسمع بها خطبة الخطيب، رغم ان بعض الخطباء في حقيقة الأمر لا يصلحون لأن يكونوا خطباء، بقدر ما أنهم يقرأون من تلك الوريقات التي بين يديهم. إن خطبة الجمعة هي في الاصل خطابة بين الخطيب ومن يستمع له، فإذا كانت رسالة الخطيب لم تصل فلا معنى لها. أي ان الرسالة بها مرسل ومستقبل، وبالتالي الخطيب عبارة عن مرسل، والمصلون او المستمعون هم المستقبلون، ولكن في حالة عدم وجود خطيب قادر على ايصال رسالته فإن الرسالة تكون ناقصة.
لذلك نأمل من الجهات المعنية إعطاء خطباء المساجد وخاصة خطباء الجمع، دورات في الخطابة، لا أن يقوموا فقط بعملية إلقاء. كما اننا نأمل أن تعود الحياة لمساجدنا في يوم الجمعة، وان تكون أصواتها تعلو للجميع سواء من هو داخل المسجد او من يجلس في الخارج، أو حتى ممن يجلس في بيته القريب من المسجد. خاصة وان سماع الخطبة قد يدفع بعض المتكاسلين للتوجه نحو المسجد للصلاة في ذلك اليوم الذي يشكل عيدا للمسلمين.
إن مشهد المساجد في تلك الجمعة غريب حقا، وهو ما لم نعتد عليه طوال السنوات الماضية التي بدأنا فيها نحفظ العقول، وأنه حينما كانت الكهرباء في بعض الاحيان من صيفنا تنقطع، فكأن المسجد اصبح يتيما في ذلك اليوم. ولكن ما ان يعود الميكرفون للخطيب حتى تجد صدى الخطبة يصل للاماكن الشاسعة من القرية او المدينة.
إن صلاة الجمعة هي من أهم الصلوات لقوله تعالى " إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق