ان مرور تسعة وثلاثين عاما من عمر النهضة العمانية ؛ تستدعي معها لحظات توقف لمراجعة الذات وهو أمر هام لبلاد مثل سلطنة عمان ان تسترجع ذكرياتها مع يوم التتويج لمستقبل جديد وفجر بزغ بنور شمس الحرية والأمل لرسم معالم نهضة انسانية خططها على أرض الواقع وهدفها الإنسان العماني ومبتغاها الرقي بوطن ليكون مسايرا لركب القرن الحادي والعشرين.
في هذه المرحلة وعديد الدول تمر بتطورات سياسية وفتن طائفية نعيش نحن تحت كنف مولاي جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ نستمد من خلاله قوتنا وهيبتنا بين الأمم والشعوب ؛ واني افاخر بنفسي بأني عماني يعيش في زمن " قابوس بن سعيد "؛ وانه لعظيم ان نعيش وأجيال اليوم في هذا الزمن الجميل من ازمان عمان ؛ يحترمنا الجميع حينما نقول اننا عمانيون ؛ وتفتح لنا الأبواب تقديرا لسياسة قيادتنا وعلاقاتها المتبادلة مع كافة الدول بسياسة عدم التدخل في شؤون الغير؛ فحينما نقول " عُمانيون " يُقال " والنِعم" ؛ فهذا فخر نفاخر به وانه لم يأت من فراغ أو بين عشية وضحاها ؛ بل تأتي بفكر ونهج قائد حكيم ؛ أراد لشعبه الاحترام بين كل دول العالم .
ان تغرب البعض ليس معناه خروجا عن المألوف ؛ من يخرج للخارج يشكل خبرات للدول الأخرى تستفيد منه ؛ وليس معنى ذلك ان عمان لا تستفيد بل الفائدة الكبرى لعمان ؛ وان ما يفسره البعض من انه عودة لما قبل السبعين ؛ نؤكد انه خطأ ان نقارن هذا الزمن بزمن ماضٍ لا رجعة فيه ؛ بل نحن يا اخوان نعيش زمن دولة الرفاه في ظل قيادة حكيمة تخطط لخير البلاد وخير الشعب ؛ الذي هو أسمى هدف تسير عليه الخطط التنموية ؛ فكل خطوة هدفها التنموي الانسان العماني ؛ ولننظر من حولنا كيف تحولت القرية إلى مدينة ؛ وكيف أصبح الانسان نهجا اساسيا للبناء التنموي . وان كل ما تحقق وما يتحقق ما كان لولا قيادة واعية ومؤمنة بشعبها وقدرته على مواكبة هذا التطور النهضوي منذ العام 1970 .
في عمر الروزنامة التاريخية لعمر الشعوب التي سبقتنا لا نزال في مراحل البناء الداخلي لهذه الأرض؛ رغم ان تاريخها كان عظيما ؛ الا أن ما مر عليها كان صعبا ؛ ولكن بفضل الله وبحكمة جلالته ـ أعزه الله ـ حقق المراد ؛ ولكن هناك آمالا عريضة ورؤى بعيدة المدى حتى يعيش الانسان العماني في رخاء واستقرار وأمان.
كلمة حق تقال بأن " بناء الأوطان لا يتم إلا بسواعد أبنائها " واعتقد اليوم جميعنا مقتنع بهذا الفكر . ونشاهد الكثير من التحديات التي تعيشها عديد البلدان التي تعتمد على اليد العاملة الوافدة في كل صغيرة وكبيرة .
بينما نفاخر بوجود العمانيين في كل مواقع العمل ؛ مستلهمين فكرهم وقوة سواعدهم من فكر القائد الباني الذي أسس دولة كانت دعائمها شعبا ذا عزيمة وإصرار على العمل والبناء ؛ ولتكن له بصمة في بناء بلاده .
فشكرا لكم يا صاحب الجلالة على ما أعطيت ووفيت وبنيت؛ وحفظك الله لهذا الوطن وهذه الأمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق