الشيخ عبدالملك الخليلي وزير السياحة :
نهدف استقطاب 2.5 مليون سائح سنويا بحلول 2015
229 مرفقا إيوائيا وأكثر من 10 آلاف غرفة في السلطنة
3 % مساهمة القطاع السياحي حسب رؤية 2020
مشــروع "عالم صلالة" يشتمل على مركز للتسوق وشقق فندقية ودور عرض سينمائي
تشغيل فندقي جويرة وروتانا العام الجاري بعدد 460 غرفة لتعزيز موسم صلالة السياحي
حوار: يوسف بن أحمد البلوشي
أكد معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير السياحة في سلطنة عمان أن بلاده تستهدف من خلال خطة التنمية الخمسية الثامنة 2011-2015 ، الوصول إلى استقطاب 2.5 مليون سائح سنويا بنهاية العام الخامس للخطة أي 2015، مؤكدا ان السلطنة تستقبل حالياً نحو 1.5 مليون سائح سنويا من مختلف الأسواق السياحية التقليدية منها والجديدة.
واشار الخليلي في حديث خاص: ان مرتكزات الخطة الخمسية ترتكز على تعزيز فرص استدامة التنمية السياحية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتكثيف حملات الترويج السياحي خاصة في دول الجوار وفى السوقين الأوروبي والأسيوي مع التركيز على الأسواق الناشئة,
وتنويع المنتج السياحي وضمان الجودة بما يكفل التصدى لكافة التحديات التي تفرضها المنافسة في أسواق المنطقة.
وأشار إلى أن الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني عمان 2020، والتي حددت 3% لمساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلى الإجمالي خلال العامين الآخرين فإننا قريبون جداً من النسبة المستهدفة في إستراتيجية التنمية طويلة المدى.
وحول عدد الفنادق والشقق الفندقية في السلطنة قال الخليلي إنه ارتفع ليصل حالياً إلى 229 مرفقاً إيوائياً تحتوى على أكثر من 10 آلاف غرفة منتشرة في مختلف محافظات السلطنة.
مؤكدا تأثر القطاع السياحي في السلطنة مثله مثل قطاعات السياحة في بلدان العالم المختلفة, بسبب الأزمة المالية العالمية والركود الاقتصادي.
وكشف وزير السياحة العماني عن أنه يتم حالياً تنفيـذ مشــروع "عالم صلالة" والذي يشتمل على مركز للتسوق وشقق فندقية، ودور عرض سينمائي وملاعب للأطفال لتعزيز قطاع السياحة في محافظة ظفار. بجانب إنشاء فندقين ضمن مشروع مجمع شاطئ صلالة الذى تنفذه الشركة العمانية للتنمية السياحية "عمران"، هما فندق جويرة وفندق روتانا يصل عدد غرفهما إلى "460" غرفة، إضافة إلى " 47 " فيلا.
إلى نص الحوار:
ما هي مرتكزات الخطة الخمسية الثامنة لقطاع السياحة؟
ترتكز خطة التنمية الخمسية الثامنة ( 2011-2015 ) لقطاع السياحة على عدد من المحاور الرئيسة تتلخص في الأتي تعزيز فرص استدامة التنمية السياحية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المحافظة على البيئة ومواردها الطبيعية والإرث الثقافي والطبيعي . وتشجيع السياحة الداخلية.
وتكثيف حملات الترويج السياحي خاصة في دول الجوار وفى السوقين الأوروبي والأسيوي مع التركيز على الأسواق الناشئة. وتنويع المنتج السياحي وضمان الجودة بما يكفل التصدى لكافة التحديات التي تفرضها المنافسة في أسواق المنطقة وبلدان الجذب التقليدية في أوروبا وأسيا . وضمان مشاركة المجتمعات المحلية في جهود التنمية السياحية وتعزيز استفادتها المباشرة من المشاريع السياحية التي تقام في مناطقها من حيث الفرص الوظيفية وتشغيل المحلات التجارية الملحقة بالمجمعات السياحية والفنادق الكبيرة وتوفير الإمدادات الغذائية وغيرها لهذه المشاريع.
استراتيجية 2020 تستهدف تحقيق 3 % من ناتج السياحة للدخل الوطني، فهل تعول الحكومة على هذا القطاع في تعزيز الاقتصاد العماني .
وصلت مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلى الإجمالي خلال العامين الآخرين معدلاً قريب جداً من النسبة المستهدفة في إستراتيجية التنمية طويلة المدى، أي الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني : عمان 2020 ، والمقدرة 3%. وإذا استعرضنا نمو القطاع في الأعوام العشر الماضية مثلاً والمشاريع الكبيرة التي بدأ تنفيذها بالفعل وسيتم تشغيل بعضها خلال سنوات خطة التنمية الحالية، يمكننا القول بأن في استطاعته القطاع تجاوز هذه النسبة بحلول عام 2020 .
نقص البنية الأساسية
هناك نقص كبير في البنية الأساسية لهذا القطاع سواء من حيث نقص الغرف الإيوائية في مسقط أو في المناطق العمانية السياحية، مما تشكل عائقا للسياح. هل هناك من خطط لرفد القطاع بفنادق جديدة في الخطة الخمسية الثامنة ؟
بدأ الاهتمام بتطوير وتنمية قطاع السياحة في السلطنة منذ بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، وتم خلال هذه الفترة توجيه جهود مكثفة نحو توفير البنية الأساسية كأحد الشروط اللازمة للتطوير . ونتيجة لهذه الجهود ارتفع عدد الفنادق والشقق الفندقية ليصل حالياً إلى 229 مرفقاً إيوائياً تحتوى على أكثر من 10 آلاف غرفة منتشرة في مختلف محافظات السلطنة. وهناك تنسيق وثيق مع الجهات الحكومية المعنية لتوفير الطرق وخدمات الكهرباء والمياه والاتصالات وغيرها للوجهات السياحية المختلفة . وتعمل الوزارة في ذات الوقت على توفير الخدمات الضرورية في المواقع السياحية التي تقوم الوزارة بتطويرها .
شرعت الوزارة في طرح مناقصات لاستثمار مواقع سياحية في مسقط وخارج العاصمة، لكن لم تحقق الأهداف التي وضعتها الوزارة، لماذا ؟
في الحقيقة هناك إقبال كبير على المواقع السياحية التي تطرحها الوزارة في مناقصات عامة ومعدلات تنمية هذه المواقع جيدة للغاية، وعلى كل فأن قوانين الاستثمار السياحي تقضى بسحب الأراضي التي لا يتم استثمارها خلال فترة محددة مدتها عامين وقد يمنح المستثمر فترة إضافية قصيرة إذا كانت هناك مبررات مقنعة للوزارة أدت إلى تأخير التنفيذ .
هل هناك خوف من قبل المستثمرين من عدم تقبل إنسان عمان الانفتاح السياحي وما يترتب عنه من تضارب مع عادات وتقاليد عمان كمجتمع محافظ ؟
لم تواجه أي من المشاريع السياحية أي اعتراض من قبل العمانيين في المواقع التي تستضيف هذه المشاريع. وقد قامت الوزارة بحملات توعية خلال الأعوام الماضية في المناطق خارج مسقط كان الهدف منها توضيح الفوائد والفرص التي تتيحها التنمية السياحية للمجتمعات المحلية .وقد ارتفع الوعي وسط المجتمعات المحلية وتقدم الدعم لهذه المشاريع. أما أهداف طرح هذه الأراضي للاستثمار فهي محددة بوضوح وتنحصر في استغلالها لإقامة مشاريع سياحية وهذا ما يحدث الآن .
نمو معدلات السياحة
كم عدد السياح الذين تستهدفهم عمان كمعدل سنوي وحتى عام 2020 ؟
تستقبل السلطنة حالياً نحو 1.5 مليون سائح من مختلف الأسواق السياحية التقليدية منها والجديدة، وتستهدف خطة التنمية الخمسية الثامنة 2011-2015 الوصول إلى 2.5 مليون سائح بنهاية العام الخامس، أي 2015، وبما أن إعداد تقديرات لفترة طويلة ليس بالأمر السهل، إلا أن استمرار معدلات النمو العالية نسبياً التي ظل يحققها القطاع في الأعوام العشر الماضية، والمشروعات السياحية المتنوعة المستهدف تنفيذها خلال خطة التنمية الحالية والخطة القادمة تدعونا للتفاؤل بإمكانية تحقيق الأهداف الموضوعة للقطاع في الأعوام القادمة.
أمر السلطان قابوس قبل فترة بتحويل ميناء مسقط إلى ميناء سياحي إلى أي مدى تستهدفون السياحة البحرية في تنويع هذا القطاع ؟
شهد أعداد السفن السياحية واليخوت نمواً مضطرداً خلال الأعوام القليلة الماضية، وأخذت الوجهات السياحية المختلفة تتنافس من خلال موانئها لجذب هذه السفن في ضوء الأعداد المتزايدة من السياح الذين يستخدمونها في رحلاتهم إلى العديد من الدول. وإدراكا من جلالة السلطان قابوس بن سعيد لأهمية هذا النمط السياحي صدرت توجيهات جلالته بتحويل ميناء السلطان قابوس في مسقط إلى ميناء سياحي بالكامل وتهيئة وإنشاء البيئة التحتية المناسبة لاستقبال الأعداد الكبيرة من السياح، وشرعت الجهات الحكومية المعنية المتمثلة في وزارتي السياحة والنقل والاتصالات في إعداد المخطط العام والخطط التفصيلية لتأهيل الميناء وإعداده ليقدم خدمات شاملة ومتطورة للسفن السياحية والسياح القادمين على ظهرها .
السياحة الجيولوجية
عقد مؤخرا مؤتمر السياحة الجيولوجية، كيف تنظرون لتعزيز هذه السياحة للسلطنة في ظل ما تملكه عمان من ثراء جغرافي كبير ؟
لقد حبا الله السلطنة طبيعة جغرافية متنوعة وغنية، وتحتضن الكثير من محافظاتها كنوزاً جيولوجية تزخر بتكوينات وصخور بعضها نادر على مستوى المنطقة، أن لم نقل على مستوى العالم. ومن هذه الإمكانات والموارد الجيولوجية ، وفي ضوء جهود وسعى الوزارة لتنويع المنتج السياحي جاء اهتمام حكومة السلطنة سعياً لاستغلال هذه الموارد للأغراض السياحية. وفى هذا السياق طورت الوزارة كهف الهوته بالمنطقة الداخلية وأقامت الخدمات والتسهيلات الأساسية، وتم افتتاحه أمام الزوار في عام 2006، كما أنشأت متحفاً جيولوجياً بجوار الكهف لفائدة المهتمين بالجيولوجيا وعلوم الأرض وللجمهور عامة. وتشتمل خطط الوزارة على تطوير عدد من الكهوف الأخرى المنتشرة في ربوع البلاد. وتمثل استضافة السلطنة للمؤتمر الدولي الثالث للسياحة الجيولوجية فرصة طيبة لتطوير منتجات سياحية جديدة تضاف إلى المنتجات السياحية الأخرى وتوظيف هذه المقومات توظيفاً سليماً ومرشداً.
مشكلة سيارات الأجرة
يشتكي السياح الوافدون للسلطنة أو حتى سياح الداخل من ارتفاع تعرفة أصحاب سيارات الأجرة واستغلال بعضهم للوضع ، لماذا لاتنشئ شركة لسيارات الأجرة على غرار ما هو في الدول المجاورة؟
ارتفاع تعرفة سيارات الأجرة في السلطنة ليست مشكلة عامة ، بل محدودة جداً نتيجة لتصرفات بعض سائقي هذه السيارات لتحقيق أرباح سريعة . وقد عقدت الوزارة عدداً من الاجتماعات مع ممثلى أصحاب سيارات الأجرة بهدف توضيح الأضرار التي يمكن أن تسببها تقاضى تعرفة أعلى مما هو متعارف علية وقد وجدنا تفهماً من أصحاب سيارات الأجرة بهذه الأضرار وتعهدوا برفع وعى زملائهم حول هذا الأمر وضرورة تقاضى تعرفة معقولة من السياح . ومن الناحية الأخرى طرحنا على أصحاب سيارات الأجرة فكرة إنشاء شركة فيما بينهم لتنظيم عملهم على أسس سليمة تحقق لهم الدخل المعقول ولا ترهق السائح بتعرفه عالية غير مبررة .
أزمة عالمية
هناك بعض المشاريع السياحية متوقفة حتى الآن، في مسقط وصلالة، هل تأثرت السلطنة بالأزمة العالمية ؟
تأثر القطاع السياحي في السلطنة مثله مثل قطاعات السياحة في بلدان العالم المختلفة بسبب الأزمة المالية العالمية والركود الاقتصادي الذي صحبها في نهاية عام 2008 وعام 2009. وقد كانت تداعيات الأزمة محدودة جداً على الاقتصاد العماني وقطاعاته المختلفة. ولم تتوقف المشروعات التي كانت قيد التنفيذ عند حدوث الأزمة باستثناء مشروع واحد قرر المستثمر الانسحاب. أما المشروعات الأخرى فقد تأخر تنفيذ بعضها لفترات قصيرة واصل بعدها المستثمرون التنفيذ كما هو مخطط لها.
مشاريع جديدة في صلالة
الموسم السياحي في خريف صلالة يحقق نتائج مرجوة سنويا، لكن يصطدم السياح خاصة الخليجيين بضعف البنية الأساسية وعدم وجود مراكز تجارية وترفيهية أو غرف ايوائية كافية. فما هي خطط وزارتكم في رفد القطاع السياحي في صلالة للسنوات القادمة ؟
تسعى الوزارة في الوقت الحالي إلى سد ما يمكن تسميته بالفجوة في توفير بعض الخدمات الضرورية التي يحتاجها السائح والزائر للمحافظة ليس فقط أثناء مهرجان الخريف بل في كـل المواســم. ويتـم حالياً تنفيـذ مشــروع "عالم صلالة" والذي يشتمل على مركز للتسوق وشقق فندقية، ودور عرض سينمائي وملاعب للأطفال، وقد قطع تنفيذه شوطاً بعيداً، وسيتم افتتاحه في القريب إن شاء الله . ولسد الفجوة في المرافق الإيوائية فهناك عدد من الفنادق والشقق الفندقية قيد الإنشاء ومن المتوقع أن تكتمل ويتم تشغيلها خلال عام 2012، من بينها فندقين ضمن مشروع مجمع شاطئ صلالة الذى تنفذه الشركة العمانية للتنمية السياحية (عمران)، هما فندق جويرة وفندق روتانا يصل عدد غرفهما إلى 460 غرفة، إضافة إلى 47 فيلا.
هناك مركز للمعارض جديد قيد الإنشاء، هل سيتم تعزيز السلطنة بسياحة المؤتمرات والمعارض الدولية في قادم الأيام ؟
ازدهرت سياحة المؤتمرات والمعارض في السنوات الأخيرة وأخذت تحتل مكانة متقدمة بين المنتجات السياحية المتعددة ، لهذا اشتدت المنافسة بين دول العالم لاستضافة أكبر عدد من المؤتمرات والمعارض. وقد كانت للسلطنة مبادرات سابقة في هذا المجال باستضافة عدد من المؤتمرات كان آخرها المؤتمر الثالث للسياحة الجيولوجية خلال الفترة 30 أكتوبر إلى الأول من نوفمبر. ونظراً لأهمية هذا النمط السياحي الصاعد جاءت فكرة إنشاء مركز عمان للمؤتمرات والمعارض ليوفر المرافق والتسهيلات التي تجذب وتشجع منظمي المؤتمرات على المستوى العالمي لاختيار السلطنة مكاناً لعقد مؤتمراتهم في ربوعها. وأعتقد أن مستقبل سياحة المؤتمرات في السلطنة مستقبلاً واعداً لما يتوفر في السلطنة من خدمات البنية الأساسية المتطورة وما تتمتع به من استقرار سياسي واقتصادي والأمن والأمان الذي ينعم به السائح والزائر للسلطنة.
دراسة
تضاعف وظائف قطاع السياحة بحلول 2020
قال الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي وزير السياحة العماني: تبلغ فرص العمل المتوفرة في قطاع السياحة شاملاً الفنادق والمطاعم وشركات الطيران ووكالات السفر والسياحة ومراكز الغوص والمتاحف وشركات تأجير السيارات نحو 16 ألف حسب بيانات عام 2010 . ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2020 ، حسب نتائج الدراسة التي اجرتها الوزارة بالتعاون مع خبير من منظمة السياحة العالمية .
محطات
دور كبير للطيران العماني في دعم صناعة السياحة
أشار وزير السياحة العماني إلى أن الطيران العماني بدأ في توسيع شبكة رحلاته في العامين الماضيين لتشمل عدداً من المدن الأوروبية والأسيوية والإفريقية ، وتسيّر الشركة حالياً رحلات مباشرة من والى عدد من هذه المدن الأمر الذي يدعم جهود تطوير وتنمية صناعة السياحة في السلطنة . بجانب ذلك فأن التنسيق مستمر بين الوزارة والطيران العماني من خلال عدد من المبادرات الترويجية المشتركة، وبالذات في شهور الصيف وهناك خطط مستقبلية لتطوير هذا التعاون والتنسيق لفائدة الطرفين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق