الخميس، 2 فبراير 2012

مقال

التعليم والإعلام أين نحن ..!


شيئان محوريان لاستراتيجية أي حالة نهوض للبلد، هما بلا شك يتمثلان في التعليم والإعلام.

فإذا ما نهض التعليم بالفكر الإنساني وكان قائما بدوره في تثقيف الشعب وليس حشو بمواد علمية سرعان ما تتبخر بعد انتهاء الفصل أو العام الدراسي، بجانب أهمية العمل على ارضاع الطلاب والطالبات مناهج وطنية تدعم العمل وحب الوطن، فلو عملنا وفق استراتيجية تعليمية طويلة المدى لأصبحنا بمنأى عما يدور في بيئة الربيع العربي. ولو كانت لدينا استراتيجية إعلامية تحصنا مما يروج له الآخر خارج حدودنا وفي إعلامه، لخرجنا أقوياء وأبعد كل البعد مما يحاك في وسائل الإعلام الاخرى التي باتت تقود الرأي العام حتى في دولنا.

شيئان لم نولهما الإهتمام الكافي، هما قطاع التعليم وقطاع الإعلام، اهتمام يتوافق، ومرحلة جيل كبير من الشباب. فالتعليم فرحنا بتعمير المدارس " أسمنتيا" وليس فكريا. ولو كنا تحت ظلال الشجر والخيام لخرجنا جيلا وطنيا أكثر حبا من جيل " الاسمنت"، هناك اليوم فجوة يعانيها قطاع التعليم، يجب ان تتدارس، وتتمثل في غياب الوطنية في جيل اليوم، بمفهومها الواسع، أو ان التركيز الجاري على قشور في التعليم وليس "لب" التعليم. زمان كنا نتعلم ولم نكن ندرك أشياء عدة سوى ان الوطن أهم ما في حياتنا، اليوم همش الوطن، وتم الالتفات لاشياء خارج جغرافية الوطن. في السابق نحفظ أبياتا لأبي القاسم الشابي والمتنبئ والبحتري، وجيل اليوم لا يعرف كل هؤلاء.

جيل اليوم لا يفرق بين التاء المفتوحة أو المربوطة في كتابته، وهو خريج جامعي، أو غيره، الا من رحم ربي، هناك خلل في تعليمنا ويجب ان نتداركه سريعا، وإلا سنغرق في حفر ووديان لا ناقة لنا فيها. وهناك قطاع الإعلام، الذي حفظنا عن ظهر قلب إنه إعلام تنموي، ولكن أليست التنمية تشمل الإنسان، أم هي فقط تفكر في ترويج بناء الطرق والمراكز الصحية والمدارس، وغيرها من الخدمات، وكأنها منجزات أكبر من عظم بناء الإنسان.

الإعلام اليوم يلعب دورا محوريا هاما بل هو المحرك الأول والأخير للشعوب. ولولا الإعلام لما جرى ما جرى في الربيع العربي، ولما سقطت رؤوس دكتاتورية من على قمة عرشها.

لذلك يجب على القائمين على الإعلام ان يغيروا من نهج سياستهم التي عفا عليها الزمن، وباتت نسيا منسيا. وان يتداركوا ان الإعلام قوة وقائد كبير للرأي العام وليس مجرد قرية صغيرة يحركها، بل هو من يحرك أمم وشعوب العالم.

نحتاج إلى غربلة الكثير من البرامج التعليمية، والإعلامية، لتتوافق مع جيل اليوم، وان نشبع رغبات هذا الجيل، الذي يبحث عن أشياء جديدة في عالم اليوم. وهو ما يتطلب ان نعمل وفق استراتيجية مختلفة عما كان في السنوات الأربعين، وان نسير مع العالم ولا نحصر انفسنا في بوتقة نغرد من خلالها على أننا مختلفون عن العالم، بل نحن ضمن خارطة العالم نؤثر ونتأثر بما يدور من حولنا، وهو ما يجب ان نساير معه ركب ما يجري من حولنا اليوم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق