صندوق المسؤولية الاجتماعية
تتبعثر الجهود التي تقوم بها الشركات تحت بند المسؤولية الاجتماعية, فكل شركة تغني على ليلاها ، في تقديم "معونة" المسؤولية الاجتماعية للمجتمع المحلي.
ومع كل هذا التناثر، يتطلب إنشاء صندوق للمسؤولية الاجتماعية، تنضوي تحته كافة الشركات والبنوك الخاصة التي تندرج تحت بند المسؤولية الاجتماعية بغية خدمة المجتمع.
ولكن ما نتتبعه اليوم، وجود حملات خيرية تقدمها تلك الشركات عبر زيارات متبوعة ببهرجة إعلامية لا داعي لها. بينما أن توفر تلك الشركات خدمات تعتبر أساسية لقرية أو ولاية أو محافظة أفضل حالا من كل تلك الحملات.
بحيث يكون هذا الصندوق ممولا من الشركات والبنوك، وان يوفر دعما لمن يحتاج مساعدة اجتماعية سواء بناء بيت أو زيادة غرف أو علاج ما، أو القيام بحملة تشجير وتجميل لولاية، أو شراء أدوات لمركز صحي أو توفير أجهزة حاسوب لمدرسة. كل هذه عوامل تندرج تحت بند المسؤولية الاجتماعية للشركات. بحيث تتشكل رؤية واضحة من خلال هذا الصندوق للمؤسسات التي تقدم دعما ماليا من خلال أرباحها السنوية.
لذلك فإننا اليوم بحاجة ماسة لإنشاء صندوق تكاملي بين المؤسسات التي تقدم دعما خيريا للمجتمع أو ما يسمى " المسؤولية الاجتماعية"، ولكن يجب أن تتكاتف تلك المؤسسات لتفعيل هذه المسؤولية بشكل أكبر تجاه المجتمع بهدف تشجيع نمو وتطور المجتمع.
وعلى الرغم من أن المسؤولية الاجتماعية مثار نقاش في أروقة المؤسسات والمجتمع لكن كثيرون يؤكدون أهميتها خاصة وان الكثير من الشركات تستفيد من المجتمع الذي تعمل فيه، وتحقق من خلاله أرباحا طائلة، بينما ما تقدمه يعتبر ضئيلا.
ولنأخذ مثالا محمد يونس مدير ومؤسس بنك جرامين في بنجلاديش، الذي أسس برنامجا يمثل نجاحا للمسؤولية الاجتماعية لفقراء بلاده، عبر مساعدة الفقراء في تقديم قروض لتأسيس مشاريع صغيرة لهم، وهو ما نال عليه جائزة نوبل للسلام. اما إذا أخذنا بيل غيتس فإن ما يقوم به كبير في خدمة الانسانية خاصة لمكافحة مرضى الإيدز.
لذلك يتطلب اليوم ومن خلال إنشاء صندوق للمسؤولية الاجتماعية تنضوي تحت لوائه كافة الشركات والمؤسسات لتقديم صورة أكثر وضوحا لعمل المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات وأيضا للأفراد.
إن إنطلاق مؤتمر عمان للمسؤولية الاجتماعية يأتي في وقت والسلطنة تعمل بجد على تفعيل دور المؤسسات والشركات وأفراد المجتمعه ليبدأ حوارا هاما بين كل الاطياف والفئات بهدف الوصول لقناعة عامة مشتركة بأهمية المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع.
اليوم نحن لا نريد أن تتبارى المؤسسات بما قدمته في ماضي الأيام، ولكننا نريد وضع رؤية محددة من المؤسسات تجاه المسؤولية الاجتماعية، وأولها التوافق على إنشاء صندوق للمسؤولية الاجتماعية يصب في مصلحة هذا الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق