يوسف بن احمد البلوشي – إعلامي
قبل أعوام سنتحت لي الفرصة بأن أكون ضمن الإعلاميين في سيح المسرات لتغطية حدث هام في روزنامة التاريخ العماني الحديث، حديث تجلى في احتفالنا بالعيد الوطني المجيد في يوم الثامن عشرمن نوفمبر كما هو الحال كل عام.
ورأيت خلال تلك اللحظات أو الساعات بل الايام الثلاثة التي قضيتها بجوار المخيم السلطاني في سيح المسرات، وهي تشع نورا وبهجة وإزدهارا، بخلاف الحركة الدؤوبة التي تعيشها الولاية، كعادة الحال التي يطأ فيها موكب جلالة السلطان المفدى سيح من سيوح الخير.
وبلا شك تخالج الانسان لحظات فرح فترى المواطن باشاً بشوشا غير عادي، فرحا بالمقدم الميمون، مركبات الديوان السلطاني ذهابا وإيابا، تؤكد لك حالة من التعايش والتواصل بين مسقط وذلك المكان الذي يحط رحاله موكب جلالته. فالرغم من ارتفاع درجة البرودة لقطس ولاية عبري في تلك الفترة من الزمن، حيث نوفمبر عادة ما يكون الطقس باردا، وكنا نتجول بعد حلول غروب الشمس في ذلك السيح الواسع، والذي يتحول المكان فيه إلى ما يشبه الاحتفال، فترى هناك من يشعل حطبا لايقاد نار يتدفئ بها من برودة الطقس، أو يجول بمركبته، أو يخطو خطوات مشيا على الأقدام.
وفي كل مرة من المرات يتسامر الشعب ليليا، ويعيش تلك اللحظات الدافئة فيما بين المخيم السلطاني وبين الشعب الوفي لقائدة ووطنه. لان الانسان العماني يدرك أن قائده المفدى حبه لهذا الوطن فوق حدود مسؤولية الكرسي أو الحكم، فكثير من القادة يتولون مسؤولية الحكم لمجرد الحكم فقد، بل جلالته ، يتولى هنا المسؤولية من حبه لهذا الوطن والمواطن العماني، فيدرك أنه يعيش بين شعب أبيّ يتبادل معه الحكم، لان القيادة عملية تبادلية بين القمة والهرم، فكلاهما يكمل مسيرة الأخر، القيادة بدون شعب لا تكتمل أو شعب بلا قيادة عملية فوضوية.
وبالامس القريب احسست لما وصلني خبر عاجل من ضمن الأخبار العاجلة عبر الهاتف المتنقل، تعلن بأن الاوامر السامية صدرت لزراعة مليون نخلة في السلطنة، وإنشاء صندوق برأسمال 7 ملايين ريال لدعم مشاريع المرأة الريفية في مجال الثروة الحيوانية وتربية ونشر طوائف نحل العسل العماني. كما امر جلالته بتخصيص مبلغ 20 مليون ريال 10 ملايين منها لدعم برامج التحديث التقني للقطاع الزراعي بادخال انظمة الري الحديثة والزراعات المحمية والميكنة الزراعية وتقنيات تربية الثروة الحيوانية و4 ملايين ريال منها لدعم برامج مكافحة الافات الزراعية واستخدام وسائل المكافحة الصديقة للبيئة وتخصيص 3 ملايين ريال منها لدعم البرامج البحثية التي تعمل على تطوير القطاع الزراعي و3 ملايين ريال منها كذلك لصيانة الافلاج. إلى جانب تفضل جلالته بالموافقة على قيام بنك التنمية العماني بتقديم القروض الموسمية الميسرة للمزارعين.
فتذكرت أن الجولات السامية هي جولات خير للانسان العماني، وان جلالته دائما ما يحرص على إفراح المواطن العماني، وبالا شك أن سيح المسرات دائما ما تأتي منه المسرات لابناء هذا الوطن المعطاء.
وان نتائج ندوة التنمية المستدامة للقطاع الزراعي "متابعة تنفيذ التوصيات " بدأت تؤتي ثمارها وأن هذه هي البدايات الحقيقية لعودة القطاع الرزاعي لسابق عهده، ولكن بشرط أن تتم مراقبة الأمور وان تستغل الأموال في مسارها الصحيح لعودة الحياة لقطاعنا الزراعي الذي يشكل أمنا لهذه الأرض ومواطنها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق