الاثنين، 21 ديسمبر 2009

دبي محسودة أم اعجوبة..!!

يوسف بن احمد البلوشي - اعلامي

في الوقت الذي اثار فيه قرار امارة دبي اعادة هيكلة ديون شركة من شركاتها هزة مدوية في انحاء العالم شرقه وغربه ؛ شنت وسائل اعلام غربية حملة مدسوسة على هذه الامارة الصغيرة في مساحتها؛ الكبيرة باقتصادها وحاكمها .
دبي بعيدا عن الازمة ؛ أثبتت انها عملاق اقتصادي يحرك العالم ؛ فبعد ان كانت أمريكا وروسيا والمانيا ولندن واليابان وغيرها من الدول تؤثر اقتصادياتها في حال جاءها العطس ؛ لتصاب اقتصادياتنا بأنفلونزا.

لكن اليوم استطاعت دبي هذه الامارة التي نمت بين الصحراء العربية شامخة ، قادرة على معالجة هيكلة شركة من شركاتها ؛ في وقت اهتز العالم مع انهيار بنك ليمان برذر أو انرون أو شركات صناعة السيارات الأمريكية . إلا ان دبي وضعت قدما صلبا على مراحل نمو كانت وتيرته متسارعة ؛ ادهشت العالم صغيره وكبيرة ؛ بفكر قيادة واعية ؛ لديها نظرة بعيدة في العمل واندفاعية نحو التنمية المتسارعة لتحقق حلما وان تكون عملاقا بين العمالقة من خارج حدودها .
ان هيكلة شركة وترتيب أوضاع مالية هي خطوة تصحيحية لاعادة الثقة للمستثمرين ؛ ليس لأنهم فقدوا الثقة في دبي ؛ بل بسبب هزة الانهيار للأزمة المالية العالمية التي كانت ضربة قاضية لكثير من المستثمرين ؛ وحسب ما يقول المثل " اللي لدغه الغول ؛ يخاف من الحبل".
وان هذه المخاوف طبيعية لدى أناس خسروا أموالا طائلة في سوق الاسهم وبنوك تأثرت بسبب أزمة عالمية ؛ هذه الأسباب ليست ببعيدة ان تجعل كثيرين يتخوفون من " ديون دبي " حسب المصطلح الذي اطلقت عليه الصحافة العالمية.
دبي كانت وما زالت مثار اعجاب الكثيرين في الداخل والخارج ؛ وكثيرون أفرادا وعائلات تتمنى العيش في دبي في ظل طفرتها الاقتصادية والسياحية ؛ وشركات تهافتت على فتح فروع لها في دبي ؛ يا ترى ما هو السبب ؛ أليس قوة دبي ونمو طفرتها الاقتصادية كدعائم لهذا الانجذاب نحو دبي .
دبي كانت بدايتها عبر ميناء صغير ؛ تحولت اليوم لتكون به ومعه واحدة من المناطق العالمية كمحطة ترانزيت بين شرق العالم وغربه.
ومهما تسابق العالم داخليا وخارجيا للحاق دبي فلن يستطيعوا لان الفكر مختلف وأسلوب الادارة لن يضاهيه أحد ؛ مهما حاول . فكر محمد بن راشد اقتحم على فكر العالم العربي المتخلف ؛ وقارع فكر صناع اقتصاديات العالم المتقدم ؛ واستطاع صنع امارة باتت دولة بقوتها ونموها ؛ بل حتى الدول لم تحقق ما حققته دبي ؛ دول لديها المال والامكانيات أكبر من دبي ؛ ولكن ؛ كان فكر محمد بن راشد أكثر تقدما من غيره ؛ وكانت دبي الحديثة بإقدامه وشهامته على صنع عالم؛ جدير بالدراسة فيما شهدته دبي من طفرة عمرانية واقتصادية وسياحية .
لذلك دبي اليوم اعجوبة ؛ وهذا الاعجاب يجب ان تواصل من خلاله دبي طفرتها بثبات وهيكلة جديدة لتثبت للعالم انها اعجوبة العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق