يوسف بن احمد البلوشي – إعلامي
تعتني كثير من الدول بمؤسساتها ؛ كونها تشكل جزءا لا يتجزأ من اقتصادها الوطني وتمثل صورة حقيقية من صور التطور والنماء ؛ وتعطي وقائع لتقدم اقتصاد البلاد والادارة في عديد المؤسسات .
ولاحظنا في ظل الازمة المالية الحالية كيف انهار اقتصاد دول بسبب ازمة شركات ؛ وهو ما يعني ان المؤسسات والشركات تحرك اقتصاديات الدول وليس المؤسسات الحكومية .
ولا شك فإن السلطنة أحد هذه الدول التي تولي عناية كبرى باقتصادها الوطني في ظل الاعتماد على مصدر وحيد للدخل والمتمثل في قطاع النفط والغاز . ولكن هناك عديد القطاعات التي تمثل صورة من صور التنمية والنمو الاقتصادي ، وتعد هذه المؤسسات حيوية لاقتصاديات الدول ليس فحسب السلطنة .
ولكن تطور هذه الشركات أو المؤسسات ؛ مترتبط بعقلية الادارة التنفيذية فهي المخطط الأول والأخير ؛ وهي السبيل الأكثر دعما للنمو وجذبا للكوادر البشرية ؛ ولكن في السلطنة بدأت هذه القطاعات تفقد كوادر بشرية مؤهلة ؛ وذات خبرات كبيرة ؛ بسبب سوء الادارة في مثل هذه المؤسسات التي تمثل واجهة وحجر الزاوية لاقتصاد البلاد .
ان ما تقوم به بعض هذه المؤسسات من إعادة هيكلة لوحداتها الادارية بات شيئا لا يطاق ولا يحتمل من موظفي هذه المؤسسات ؛ وان تذمر الموظفين يعني في المقام الأول ضعف وسوء ادارة للإدارة التنفيذية ؛ وان ما تقوم به هذه الادارات يمثل تخبطا اداريا بمعنى الكلمة ولا يمكن وصفه دون ذلك .
ان رضا الموظف يفترض ان يكون من أولويات الادارة الناجحة ؛ ولكن ان تحاك القرارات وفق مصالح وأهواء شخصية وتكون تعسفية فهذا يعني سوء ادارة بأي حال من الأحوال.
إن نفور الموظف من بيئة عمله وهو نتاج طبيعي لسوء الادارة ؛ وان يبحث موظف عن مكان عمل جديد ؛ بمزايا نفسها لمزايا وظيفته الحالية بكل تأكيد هو مدفوع للخروج من بيئة العمل غير الناجحة ويبحث عن بيئة دفعه للنجاح والتقدم .
أسأل أي موظف يخرج من مكان عمله حول دوافع خروجه ؛ سيقول بكل تأكيد بيئة العمل الدخلية ؛ فكثير من الدراسات أكدت ان الموظف دائما يبحث عن موقع جديد لبيئة عمله بسبب البيئة الداخلية لعمله ؛ ومن ثم البحث عن مزايا أخرى مثل الراتب وغيرها من الحوافز .
ان عديد الأشكاليات التي تواجه مؤسساتنا انها تدار من قبل أفراد لا تزال خبراتهم قليله لادارة مؤسسات كبيرة تمثل واجهة لاقتصاد البلاد ؛ فليست الشهادة الكبيرة أو العليا من يدير المؤسسة بل الفكر والوعي والادراك ؛ ولكن حينما تكون ادارة مؤسسة ما مرتبطة بعقلية شخص يبحث عن مجد لذاته أو لتنمية دخل شخصي ؛ فهذا لن ينجح في ادارة مؤسسة ذات ثقل اقتصادي للبلاد .
لذلك نطالب بأن تكون ادارة مؤسساتنا ذات الاقتصاد القوي لافراد يدركون حجم المسؤولية الوطنية ؛ وان الادارة فن وتكليف قبل ما تكون واجهة وتشريف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق